رحيل مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في حدث أليم للأمة الإسلامية

أعلن الديوان الملكي السعودي، اليوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر 2025، عن وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، بعد مسيرة طويلة من العطاء العلمي والشرعي.
وجاء في بيان الديوان: «ستقام صلاة الجنازة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض بعد صلاة عصر هذا اليوم».
كما أوضح أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أصدر توجيهًا بإقامة صلاة الغائب عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وكافة مساجد المملكة بعد عصر اليوم.
مسيرة حياة عبد العزيز آل الشيخ
وُلِد عبد العزيز آل الشيخ في 30 نوفمبر 1943م بمكة المكرمة، وتوفي والده حين كان في سن الثامنة عام 1370هـ/1951م. كان تلميذًا لدى محمد بن سنان الذي حفَّظه القرآن الكريم بعد ثلاث سنوات من وفاة والده.
نشأ عبد العزيز آل الشيخ يتيمًا، وبدأ حفظ القرآن في سن مبكرة، لكنه فقد بصره في العشرينات من عمره. درس العلم الشرعي تحت إشراف مفتي الديار السعودية الأسبق محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وابتدأ حياته المهنية بالتدريس وعضوية المجالس العلمية في الجامعات. وكان خطيب جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض، واحدًا من أشهر خطباء مسجد نمرة. له العديد من المؤلفات الشرعية التي تشمل الفتاوى والعقائد وأحكام الحلال والحرام والعديد من الكتب التي تحتوي على فتاواه في مناسبات مختلفة.
التعليم العالي لعبد العزيز آل الشيخ
درس عبد العزيز آل الشيخ تحت إشراف مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حيث تلقى علوم التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية على مدار ست سنوات، من عام 1374هـ/1955م حتى 1380هـ/1961م. درس علم الفرائض على يد عبد العزيز بن باز وتخصص في النحو على يد عبد العزيز بن صالح المرشد. التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي، ثم بكلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تخرج فيها تخصص في العربية وعلوم الشريعة عام 1384هـ/1965م.
الحياة المهنية لعبد العزيز آل الشيخ
في عام 1384هـ/1965م، بدأ عبد العزيز آل الشيخ مسيرته كمدرس في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، حيث عمل لمدة ثماني سنوات، قبل الانتقال إلى كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كأستاذ مساعد في عام 1399هـ/1979م، ثم أستاذ مشارك عام 1400هـ/1980م. كان أيضًا عضوًا في عدة مجالس علمية بالجامعات السعودية.
إلى جانب نشاطاته التعليمية، أشرف عبد العزيز آل الشيخ على العديد من الرسائل العلمية لطلاب الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه في كليات الشريعة المختلفة.
تولى الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بعد وفاة محمد بن إبراهيم عام 1389هـ/1969م، ثم انتقل لإمامة مسجد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وأخيراً إمامة جامع الإمام تركي بن عبد الله، حيث له جهود بارزة في إلقاء الدروس والمحاضرات.
المناصب التي شغلها عبد العزيز آل الشيخ
في عام 1402هـ/1982م، تم تعيين عبد العزيز آل الشيخ إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة بعرفة. في عام 1407هـ/1987م، أصبح عضوًا في هيئة كبار العلماء، وفي عام 1412هـ/1991م، انتُخب عضواً متفرغاً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. وفي عام 1416هـ/1995م، صدر أمر ملكي بتعيينه نائبًا للمفتي العام للمملكة، وأصبح في 29 محرم 1420هـ/14 مايو 1999م، مفتيًا عامًّا ورئيسًا لهيئة كبار العلماء بعد وفاة المفتي السابق عبد العزيز بن باز.
مؤلفات عبد العزيز آل الشيخ
أنتج عبد العزيز آل الشيخ العديد من المؤلفات في مجال الأحكام الفقهية والعقائد والفتاوى. تشمل مؤلفاته: كتاب الله عز وجل ومكانته، وحقيقة شهادة أن محمدًا رسول الله، والجامع لخطب عرفة. كما كتب مجموعة من الكتب المتخصصة حول الفتاوى التي أجاب عنها في برنامج الإفتاء «نور على الدرب»، ومن أبرزها: فتاوى العقيدة، الطهارة والصلاة، الزكاة، الصيام، والحج.