اخبار مصر

مرصد الأزهر يكشف كيف يتحول التجويع إلى أداة للابتزاز السياسي عبر رغيف الخبز

حذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في مقال تحليلي جديد من تفاقم استخدام سياسة التجويع كسلاح صامت في العلاقات الدولية. فقد أصبح الجوع الآن أداة منظمة تُستخدم لإخضاع الدول الضعيفة وابتزازها سياسيًّا، بدلاً من كونه نتيجة طبيعية لنقص الموارد أو الكوارث.

آليات تنفيذ سياسة التجويع

وفي البيان الذي أصدره اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025، أشار المرصد إلى أن التجويع يتم من خلال آليات متنوعة. من أبرز هذه الآليات هي العقوبات الاقتصادية الشاملة التي تفرض حصارًا خانقًا على المدنيين. كما يتم التحكم في الإمدادات الزراعية العالمية عبر احتكار البذور والحبوب، بالإضافة إلى استخدام الديون كوسيلة لفرض سياسات تقشف صارمة مما يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر والجوع.

الأهداف الدفينة وراء سياسة التجويع

أوضح المقال أن الأهداف من هذه السياسة تتجاوز مجرد إلحاق الضرر. فهي تسعى لتحقيق “احتلال ناعم” يقوِّض سيادة الدول ويجعل قراراتها مرتبطة بإرادة القوى الكبرى. وهذا يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الذي ينص على تصنيف التجويع كجريمة حرب.

غزة: مثال حي على مأساة التجويع

سلَّط المرصد الضوء على مأساة غزة كنموذج صارخ لسياسة التجويع. حيث يُستخدم الحصار كوسيلة لإخضاع شعب أعزل، وتصف تقارير دولية هذه الحالة بأنها “مجاعة من صنع الإنسان”. هذه المأساة تظهر الفجوة بين الشعارات الإنسانية والدعم العسكري والسياسي للاحتلال، في ظل صمت دولي غير مبرر.

ضرورة تعزيز الأمن الغذائي

اختتم المرصد مقاله التحليلي بالتأكيد على أهمية الأمن الغذائي كخط الدفاع الأول عن سيادة الدول. وقد دعا إلى تعزيز الاعتماد على الذات في مجالات الزراعة والصناعة كسبيل للخروج من دوامة الابتزاز السياسي والتبعية الاقتصادية.

مواجهة مخاطر التجويع

وأكّد المرصد أن تحويل الغذاء من حق إنساني إلى أداة ضغط سياسية يكشف الانهيار الأخلاقي للنظام الدولي. لذا، يجب تضافر الجهود لبناء منظومات غذائية مستقلة تحمي الشعوب من توظيف التجويع كوسيلة للضغط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى